التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تحريك السبابة في التشهد

٢٠١٥٠٢٢٤٠٧١٦٢٤تأصيل تحريك السبابة في التشهد ورد البدعة فيها.. اتفق أئمة المسلمين في الإشارة في الصلاة في التشهد.. واختلفوا متى تكون هذه الإشارة، وهل يكون معها تحريك أم لا؟. -فذهب الحنفية إلى مشروعية الإشارة بها عند النفي، وهو قول المتشهد: "لا إله" ووضعها عند الإثبات "إلا الله".كما في حاشية ابن عابدين -وذهب الشافعية إلى استحباب رفعها عند الإثبات وهو قول المصلي: "إلا الله" إلى نهاية التشهد. ولا يحركها كما في مغني المحتاج وغيره. -وذهب الحنابلة على الصحيح من المذهب إلى أنه يشير بها عند ذكر الله تعالى ولا يحركها، كما في المرداوي في الإنصاف. -وذهب المالكية إلى مشروعية الإشارة بها مع التحريك دائماً يميناً وشمالاً لا فوق وتحت، قال الشيخ خليل: وتحريكها دائماً.قال الخرشي: لا: أي وندب تحريك السبابة يميناً وشمالاً.... القول:-الأحاديث الصحيحة في المسألة لم تذكر التحريك كحديث ابن عمر رضي الله عنهما { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ، واليمنى على اليمنى ، وعقد ثلاثا وخمسين ، وأشار بإصبعه السبابة ، } رواه مسلم . وفي رواية له : وقبض أصابعه كلها ، وأشار بالتي تلي الإبهام . -وبل هناك أحاديث نفت التحريك كحديث ابن الزبير(أنه صلى الله عليه وسلم كان يشير بالسبابة ولا يحركها)رواه أحمد.. -وأما في التحريك الذي هو مذهب مالك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه إلا ما تفرد به زائدة بن قدامة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر(أنه صلى الله عليه وسلم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها) رواه ابن خزيمة وابن حبان ،وقد أعلها أبو بكر ابن العربي وغيره ،والأظهر أنَّ ابن خزيمة يرى الإعلال((فقال عقب 714 ليس في شيء من الأخبار يحركها إلا في هذا الخبر زائدة ذكره )) ، وحكى بعضهم التصحيح عنه ، وهو غير ظاهر . القول:وأما تحريك السبابة فوق وتحت كما يفعل الكثير من السلفية المعاصرة من بداية التشهد لآخر فلم يرد فيه حديث وما يذكرونه من حديث (تحريك الأصبع في الصلاة مذعرة للشيطان) يرد بأنه ضعيف كما قال ابن حجر، وعلى فرض صحته فالمراد به تحريك المالكية وليس تحريكهم المبتدع أو المراد به الإشارة بالسبابة التي تيم تحريكا.. قال ابن العربي : " إياكم وتحريك أصابعكم في التشهد، وعجبًا ممن يقول: إنما هي مقمعة للشيطان إذا حركت، اعلموا أنكم إذا حركتم للشيطان أصبعًا حرك لكم عشرًا، إنما يقمع الشيطان بالإخلاص، والخشوع، والذكر " . حتى ابن عثيمين نفسه نفى تحريكهم هذا فقال:" ..فالتحريك في الدعاء فقط، أما تحريكها كما يفعل بعض الناس الذين يحركون دائمًا كأنهم يلعبون بأصابعهم، فهذا ليس من السنة، ولو حركها بتدوير أو بغير تدوير، فهذا من العبث الذي تنزه الصلاة عنه ". وهذا التحريك يرى بعض الفقهاء كما عند بعض الشافعية أنه يبطل الصلاة .والله أعلى وأعلم..