حكم إستخدام السبحة وتعليقها في الاعناق
هناك القاعدة الفقهية المعروفة:" الأصل في الأشياء الاباحه حتى يرد النهي والتحريم وهذا في كل شيء"، وليس هناك أي دليل بعدم جواز وضعها في العنق.
ومن ألصحابه الذين وضعوا السبحة في العنق الصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه الذي سكن فلسطين، وهو المعروف بالزهد والورع (كتاب المدخل لابن الحاج :3\214). ثم ان الجند والعسكر في البلاد الاسلاميه كان كل منهم يتخذ لنفسه راية وعلم واشاره مختلفة عن الاخرين والغايه والهدف واحد عندهم، ثم إن الزي السوداني لا يشبه الزى الباكستاني وكذلك في المغرب العربي وبلاد الشام وجميعنا مسلمين، وليس في ذلك أي عيب ومنكر ما دام الشيء زيا وشكليات، ثم إن جعل ألسبحه في العنق أشبه ما يكون بجعل الخاتم في أصابع اليد. اذ الخاتم يوضع في الإصبع للحفظ والصون،وإظهار الحكم والشأن. فكذلك توضع ألسبحه في العنق لعلو مكانها وشرفها على ما دونها من اعضاء الجسم،علما بان العنق اصون لها من الضياع والامتهان، فهي اله مذكورة بالله فلها بذلك قدر، والعنق هو أعظم ما في الجسد وأعلى ما فيه يمكن فيه حفظه فجعل العظيم للعظيم مناسبة.
(كتاب المنهج الصوفي للشيخ حسن الفاتح قريب الله رئيس جامعة أم درمان الاسلاميه في السودان،41-42).
قال صلى الله عليه وسلم :(المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم ألقيامه) (رواه مسلم الجامع الصحيح :9136)، فهذه علامة التميز بين الخلائق يوم ألقيامه بطول أعناقهم ولهذا أهميه قصوى عند أهل التقى والصلاح، وتعليق ألسبحه في العنق ليس فيه شيء وهو نظير وضع الكاتب وأصحاب المهن الحرة القلم على آذانهم، ونظير ما رواه يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن نظير محمد بن اسحاق عن ابي جعفر عن جابر رضي الله عنه :(كان السواك من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع القلم من أذن الكاتب) (الدر المنثور للسيوطي :1/114) ( تاريخ بغداد 12/101).
فكما راينا كيف كانت ألسبحه مضيئة بالنور بفضل التسابيح والتهاليل والاذكار المتنوعه، كما ورد انفا في حديث عن زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رأى ألسبحه مضيئه وهذا الذي لم تره زوجة ام المؤمنين.
فما المانع ان يكون هذا النور المضيء وهذه البركة في أعناقنا وعلى صدورنا وفي ايدينا طوال الوقت ولعظيم فائدتنا بمجرد مشاهدتها في الأيدي والأعناق توحي اليك ان سبح الله واذكره، وصدق رسول اللهصلى الله عليه وسلم القائل : )الدال على الخير كفاعله ( ( السلسله الصحيخه للألباني : 1660).
ومن الأئمه الفقهاء الذين كانوا السبحة في العنق الإمام سحنون (160 – 240 هـ) من فقهاء المالكية الأكابر، ومثله لا يقدم على ذلك إلا بدليل (المنهج الصوفي : 43 ).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.