التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التعزية بين الجواز والكراهة والبدعة

٢٠١٥٠٢٢٤٠٧٣٧٤٧التعزية بين الجواز والكراهة والبدعة للمذاهب أقوال في الجلوس للتعزية.. -جواز ذلك مع كون الأولى عدمه، وهو مذهب الحنفية..جاء في خزانة الفتاوى:والجلوس للمصيبة ثلاثة أيام رخصة وتركه أحسن.. -الثاني:كراهة ذلك دون التحريم أي كراهة تنزيهية وهو مذهب الشافعية قال النووي الشافعي رحمه الله في المجموع (5/278):وأما الجلوس للتعزية فنص الشافعي والمصنف وسائر الأصحاب:على كراهته... -الثالث:وأما مذهب الحنابلة..فللإمام أحمد روايتان بالجواز والكراهة..والكراهة هي قول المذهب كما في "الإنصاف" (6/272ـ273) ، وفيه قال المرداوي رحمه الله : (( وعنه ـ أي : أحمد ـ : الرخصة لأهل الميت ولغيرهم ؛ خوفَ شدة الجزع . وقال الإمام أحمد : أما والميت عندهم : فأكرهه . وقال الآجري : يأثم إن لم يمنع أهله . وقال في : "الفصول" : يُكره الاجتماع بعد خروج الروح ؛ لأن فيه تهييجاً للحزن)) أ.هـ. -مذهب مالك :ادعى جمع من المالكية أن مذهب مالك كراهة الاجتماع للتعزية ..ونقل الجواز الخرشي رحمه الله في : "الحاشية" (2/349) ، والصاوي رحمه الله في "بلغة السالك" (1/225)... فأقوال الفقهاء في الجلوس للتعزية دائرة بين الجواز والكراهة التنزيهية.. القول:ولا حجة لمن حرم الاجتماع للتعزية وجعله من النياحة لحديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه المختلف في صحته:"كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة"...لأن الحديث ذكر أمرين لأجلهما جعل الاجتماع للتعزية محرما وهما الجلوس...مع صنيعة الطعام للجالسين من أهل الميت لذلك كره صناعة أهل الميت الطعام للمعزين عند المذاهب بل السنة أن يصنع لهم طعام من أقاربهم أو جيرانهم أو غيرهم ثلاثة أيام عند أحمد وفي اليوم الأول عند الجمهور.. لحديث"اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم"حسنه الترمذي وصحح الحاكم.. القول:بل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم جواز الجلوس للتعزية..فعن عائشة رضي الله عنها قالت لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب شق الباب فأتاه رجل فقال إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن...متفق عليه قال الحافظ ابن حجر ( في هذا الحديث من الفوائد جواز الجلوس للعزاء بسكينة و وقار ). القول:إن الجلوس للتعزية اليوم يتحقق به المقصود من التعزية وهي المواساة فإن الناس قد تفرقوا و تباعدت الأحياء والمساكن وكثرت الأعمال بخلاف ما كانوا عليه في الزمان الماضي ، فلو لم يحصل الجلوس فاتت التعزية التي حث عليها الشرع..كما أن الاجتماع من العادات لا من العبادات ولكنه قد يحرم إذا ضم إليه ما فيه محرم كالنياحة أو جعل أيام التعزية أيام أكل وشرب يصنعه أهل الميت للمعزين للمفاخرة والمباهاة...وأما إذا كان الاجتماع فيه موعظة للمعزى بالصبر والرضا وحصل له من الهيئة الاجتماعية تسلية بتذاكرهم آيات الصبر و أحاديث الصبر والرضا فلا بأس بالاجتماع على هذه الصفة فإن التعزية سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكن يجب التنبه من بعض المحاذير من الاجتماع للعزاء منها : كثرة الأحاديث الجانبية بين المعزين بل قد يكون الحديث في ماهو محرم ،ومع ذلك يمكن تصحيح هذا المحذور ،لذا ينبغي على طلبة العلم استغلال هذه الأوقات، وذلك بأن يقوموا بتذكير الناس في مثل هذه المواطن فإن النفوس خاضعة وخاشعة فسيكون التذكير له موقعه وتأثيره لرجوع الغافلين إلى الحق وترك طريق الغواية بعد أن مروا بمرحلة موت قريب أو عزيز....والله أعلى وأعلم