التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مواجهة بين ولي الله تعالى السيد أحمد البدوي ، وخوارج آخر الزمان الوهابية


مواجهة بين ولي الله تعالى السيد أحمد البدوي ، وخوارج آخر الزمان الوهابية


من هم أشر قتلى تحت أديم السماء؟ من هم كلاب جهنم؟ إنهم الخوارج.
لكن الخوارج يحسبون أنفسهم هم أصحاب دين الله (!!!) وغيرهم كفار مشركون (!!!) ويتكلمون بكلام خير البرية وهم أبعد الناس عنه (!!!) ويقرأون القرآن لا يتعدى حناجرهم (!!!) وهم يصلون ويصومون صلاة وصياماً يحقر أصحاب الدين الحقيقيون بجانبهم صلاتهم وصيامهم (!!!) ولهم سمة لم يسبقهم بها أحد من البشر وهي بدعة التحليق (!!!) وقد انطلقوا إلى آيات الله التي نزلت في المشركين ورموا بها أصحاب الدين الحقيقيين (!!!) … فهل عرفتهم؟
هم قوم حداث الأسنان يخرجون في آخر الزمان … في آخر الزمان (!!!) وهل نحن إلا في آخر الزمان؟ لقد ظهرت كل العلامات تقريباً الصغرى والكبرى على حسب رؤيا أهل البصائر.
إذن عندما نتكلم عن الخوارج فنحن نتكلم عن فئة من الناس ظهرت حديثاً يتسمون بتكفير المسلمين وسيماهم التحليق ويصلون ويصومون على أقوى ما يكون ويقرأون القرآن ليلاً ونهاراً إلا أنهم لا يفقهون منه شيئاً ، ويتكلمون بأحاديث الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وآله بدقة متناهية ويهتمون بالسند اهتماماً بالغاً وبدرجة الحديث وقوته.

يذكر شيخ الإسلام  أحمد بن زين بن أحمد دحلان المكي، الشافعي، الفقيه المؤرخ، المشارك في أنواع شتى من العلوم، وهو مفتي السادة الشافعية بمكة المعظمة في كتابه الشهير “فتنة الوهابية” ما نصه:
((وكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله صلى الله عليه وآله وسلم :”يخرج أناس من قبل الشرق (نجد) يقرأون القرءان لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق” وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري وبعضها في غيره لا حاجة لنا إلى الإطالة بنقل تلك الروايات ولا لذكر من خرجها لأنها صحيحة مشهورة ففي قوله “سيماهم التحليق” تصريح بهذه الطائفة (الوهابية) لأنهم كانوا يأمرون كل من اتبعهم أن يحلق رأسه، ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول: لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم “سيماهم التحليق” فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم. واتفق مرة أن امرأة أقامت الحجة على ابن الوهاب لما أكرهوها على اتباعهم ففعلت، أمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث أنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم يجد لها جوابًا.))أ.هـ
“أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون” فاطر - 8
وعوداً على بدء حيث كنت ذكرت في رسالتي السابقة كيف أن الله سبحانه توعد من يعادي له ولياً بالحرب ، وتعرضت ل
اعتداء الوهابية بالقول على السيد مربي الأشياخ الأولياء الفاضل الشريف سليل آل بيت النبوة أحمد البدوي أنه لا أصل له ولا فصل ، وتعرضت لذكر أصل السيد أحمد البدوي أنه حفيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وينتهي نسبه من ناحية الأب وكذا من ناحية الأم إلى سيد الشهداء سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه وعلى جده وأبيه وأمه وأخيه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وسأتعرض في هذه الرسالة لبعض الملامح السريعة عن السيد الولي التقي النقي ، مربي كبار الأولياء ، أحمد البدوي ، وأرجو أن يسامحني الله على تقصيري في حق هذا الولي الكبير إذ مهما كتبت فلن أوفيه نقطة في بحر من حقه رضي الله عنه وأرضاه.

وقبل أن أبدأ في عرض الملامح ، أذكر نفسي وأذكر القاريء الكريم بما اعتدى به الوهابية على هذا الولي الكبير بالقول ، حيث قالوا أنه “كما لا يخفى على ذوي البصائر كما جرى لأهل مصر وغيرهم ، فإن أعظم آلهتهم أحمد البدوي وهو لا يُعْرَفْ له أصل ولا فصل ولا علم ولا عبادة. ومع هذا فصار أعظم آلهتهم مع أنه لا يُعْرَفْ إلا أنه دخل المسجد يوم الجمعة فبال فيه ثم خرج ولم يُصَلِ.”

كتب المؤرخ الجبرتي الشهير في تاريخه أن “نابليون” كان ينوي قبل أن يغادر مصر أن يزور بطل أبطالها سيدي أحمد البدوي - يقول - هكذا قال الجنرال “مينو” لشيوخ مصر وعلمائها وهو يحكي لهم عن نابليون بونابرت.
وكتب ابن اياس: “عندما توفيت زوجة السلطان خشقدم، كانت وصيتها أن يغطوا النعش بالخرقة الحمراء وأن يتقدم جنازتها حاملوا البيارق الحمراء رمز الطريقة الأحمدية ، باعتبارها واحدة من أتباع سيدي أحمد البدوي.”
ولم يقتصر الأمر على سلطان واحد إنما كل حكام مصر عبر كل العصور منذ مجيء السيد أحمد البدوي لمصر إلى لحظة كتابة هذه الحروف الآن (24 مايو 2008 ميلادية) ، يحرصون على الاهتمام برعاية مقامه الشريف والعناية بمسجده ، وهو ما يعكس تأثيره الواسع والعميق داخل المجتمع المصري المسلم ، وهذا ما أثار حقد الخوارج نواصب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كتب عبد الرحمن الرافعي: “عندما أراد مجلس شورى النواب أن يعقد جلسة طارئة في صيف سنة 1876 ميلادية ، خشيت الحكومة من عدم حضور النواب لانشغالهم بحضور الاحتفال بمولد السيد أحمد فعقدوا الجلسة هناك في طنطا في رحاب سيدي أحمد البدوي ، ووسط المولد.”
وعندما أراد الخديوي اسماعيل أن يجمع أكبر مبلغ من المال من أعيان مصر لم يجد فرصة أفضل من مناسبة الاحتفال بمولد السيد أحمد البدوي فأقام وليمة هناك وجعل حضورها لمن يدفع ، والجلوس على مقربة منه لمن يدفع أكثر.
والحكايات كثيرة وكلها توضح مكانة السيد أحمد في قلوب المصريين وحكامهم سواء في حياته أو بعد مماته ، ومن هنا يأتي السؤال: ما سبب هذه المحبة؟ ولماذا اختار السيد أحمد البدوي طنطا بالذات واتخذها موطناً ومقاماً؟ وهل السبب ينحصر فقط في الدور العظيم الذي لعبه بطل الأبطال أحمد البدوي في تربية الرجال والأبطال الذين تصدوا للحملة الصليبية وقاتلوها وأسروا قائدها الملك لويس التاسع؟ وكيف استطاع هذا البطل في خلال مدة أربعين سنة أن يبسط زعامته الروحية على الملايين من أتباعه ومريديه على نحو لم يشهده قبله أحد من الأولياء في مصر؟
هاجرت أسرة السيد أحمد العلوية الشريفة ، كعادة أهل بيت النبوة في ذلك الوقت الذين هم مستهدفين على مر الأزمان ، من مكة عام 73 هجرية هرباً من ظلم الحجاج الثقفي واستقرت في مدينة فاس بالمغرب الأقصى ، حيث قامت “دولة المرابطين” كأول خطوط الدفاع عن العالم الإسلامي بعد سقوط الأندلس ، ومرت سنين وقرون إلى أن كان مولد السيد أحمد في زقاق الحجر بمدينة فاس سنة 596 هجرية (1199 ميلادية) ، حيث كان أصغر سبعة من الأخوة والأخوات هم: “الحسن” و “محمد” و “فاطمة” و “زينب” و “رقية” و “فضة” لوالده السيد الشريف العلوي “علي البدوي” وأمه السيدة “فاطمة” التي أيضاً ينتهي نسبها إلى الإمام علي من ناحية الإمام الحسين.

في عام 603 هجرية (كان السيد أحمد في سن السابعة) قررت الأسرة العودة مرة أخرى إلى وطنها الأصلي: مكة المكرمة ، بعد أكثر من خمسة قرون من الهجرة. واستغرقت الرحلة خمس سنوات نزلت خلالها الأسرة بمصر ومكثت عامين تنقلت خلالهما ما بين الأسكندرية والعريش قبل أن تواصل رحلتها إلى مكة.
وعندما وصلت الأسرة إلى الحجاز وجدوا استقبالاً حافلاً هناك ، وكان السيد أحمد قد أتم حفظ القرآن قبل أن يبلغ السابعة من عمره وأخذ يتفقه في الدين ويصحب والده وأخوته إلى مجالس العلم يسمع ويستوعب ويحفظ كل ما يقال أمامه ، وتعلم القراءات السبع ، وتفقه على مذهب الإمام مالك أولاً ثم مال إلى الزهد فاشتهر وهو صغير باسم “الشيخ أحمد الزاهد” ، ثم أتم دراسته في الشريعة على مذهب الإمام الشافعي وظل شافعياً حتى نهاية عمره الشريف.

وأخذت مواهب السيد أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه تتفتح في مكة بصورة واضحة ، فلقد تعلم الفروسية وأتقنها وأخذ يمارسها بحيث كانت في فترة من فترات حياته هوايةً وشعاراً. وتذكر السير التي كتبت عنه أنه لم يكن في فرسان مكة والمدينة أشجع منه ولا أفرس منه حتى لقد سماه أهل مكة “محرش الحرب” وما كانوا يذكرون له شيئاً من فنون الحرب إلا أجابهم عنه ومارسه أمامهم. وكانوا قد ذكروا له يوماً أن جده علي بن أبي طالب كان الضارب بالسيفين ، فاتفق وقوع حرب بمكة ، فخرج وضرب بسيفين حتى تعجب الناس من شجاعته.
وهذه الفروسية هي السبب في عدد من الألقاب التي لقب بها ومنها “العطاب” أي الفارس المقدام ، ومنها “أبو الفتيان”. ذكره الإمام نور الدين الحلبي في السيرة الحلبية الشهيرة و”فولرز” كاتب مقال “السيد” في دائرة المعارف الإسلامية.
في عام 627 هجرية توفي والده الشريف علي البدوي ودفن بالقرب من باب المعلاة وقبره هناك يزار في زاوية (غالباً قام الخوارج الوهابية بهدمها). فلزم بعدها السيد أحمد العبادة واختلى وكان رضي الله عنه يتعبد بجبل أبي قبيس ، وفُتِحَ عليه به ، وتسلك على يد الشيخ بري أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم وأحد أصحاب السيد أحمد بن الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه. ثم إنه رضي الله عنه اعتزل الناس ولزم الصمت وكان لا يتكلم إلا بالإشارة وامتنع عن الزواج ، وجاء عن هذا الموضوع في مخطوط ببرلين رقمه 10104 صحيفة 19ب ما معناه: أنه لم يُقَدَر له أن يتزوج إلا من الحور العين ، واعتزل الناس ، وعاش في صمت لا يفصح عما يجول في نفسه إلا إشارةً ، وأصبح في حالة “وله دائم”. أ.هـ

وهذا “الوله” يفسره الشيخ حجاب كما يلي متحدثاً عن السيد أحمد البدوي رضي الله عنه:
((وأجاب رضي الله عنه عن حقيقة الوجد بقوله:-
“الوجد أن يكثر ذكر الحق لا إله إلا هو ، فيقذف نور في القلب من قِبَل الله تعالى ، فيقشعر منه جلده - فيشتاق إلى المحبوب لا إله إلا هو ، فيلحق المريد الوجد ، ويتعلق بالله قلبه ، وعندما يزيد الوجد يصير ولهاً ، وعندئذٍ يبلغ المريد الدرجة العليا في التسامي الروحي.” أ.هـ
ويقول “عندما يزيد هذا الوجد عن حده ينتقل إلى درجة في المحبة أعلى من مرتبة الوجد ، وهي الوله ، والوله نوع من المحبة ينسى معه العبد نفسه ، ويُسْلَب عنه حسه ، وفي هذه المرتبة يبلغ المريد أعلى مرتبة في التسامي الروحي ، فيفيض الله عليه من كمالاته ، وإنعاماته ما يقتضيه كرمه ، ثم يمن عليه بمقام التمكين ، وهو مقام البقاء بعد الفناء ، فيرده إلى نفسه ، ويصحو بعد محوه ليؤدي رسالته التي اقتضاها ذلك الكرم.” أ.هـ))

ولقد كانت هذه الحالة سبباً في إطلاق عدة ألقاب على حضرته رضي الله عنه وأرضاه ، منها:
“القدسي” ، استأهله حين أصبح منصرفاً بكليته إلى قدس الجبروت مستديماً لشروق نور الحق في سره ، على حد تعبير ابن سينا عن الصوفي.
و”الصامت” ، لما مرت عليه فترة ما كان يتكلم فيها إلا بالإشارة.
و”ولي الله” ، لما لوحظ على حضرته رضي الله عنه أنه كان مؤثراً لله على كل ما سواه سبحانه وتعالى.
و”الزاهد” ، وكان قد أُطْلِقَ عليه منذ صغره.

ومهما يكن من شيء ، فإن السيد أحمد سار في الطريق الصوفي المألوف الذي رسمه السالكون إلى الله منذ أن كان السلوك ، أي منذ ابتداء الإنسانية على الأرض ، فلابد من الخلوة إلى الله ، لابد من فترة الغار ، وهي الوقت الضروري لصفاء النفس (ومن هنا جاء اسم الصوفية) ، صفاء لا تنحدر معه النفس إلى مهاوي الضلال ، حتى تتم تزكية النفس ، بعدها يعود السالك إلى الناس أباً مرشداً وهادياً ناصحاً.
“قد أفلح من زكاها” ، “ومن يضلل الله فلن تجد له ولياً مرشداً”.

وعندما نتحدث عن رحلته للعراق نبدأ بقوله تعالى:
“إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلاً من غفور رحيم”.
فنقول أنه بموجب هذه الآية ، فإنه يفهم أن للملائكة حديث مع أولياء الله تعالى.  والإمام الغزالي يتحدث في ذلك عن تجربة فيقول: “ومن أول الطريقة تبتديء المكاشفات والمشاهدات حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون فوائد” أ.هـ
والمعروف أن أولياء الله لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم ، إذ أنهم وقد أسلموا نفوسهم لله تعالى ، لا يتصرفون إلا بتوجيه منه سبحانه. وكل من يقرأ كلامي من السالكين واصل له هذا الكلام ، إنما الشرح هنا لغير السالكين بعد. المهم أن السيد أحمد البدوي استيقظ ذات يومٍ معلناً أنه رأى فيما يراه النائم من يأمره بالسفر إلى العراق. ورأى أخوه الشريف الحسن أن يرافقه في هذه الرحلة المباركة.
وبدأت الرحلة في العاشر من المحرم سنة 634 هـ (لاحظ أن اليوم العاشر من المحرم هو ذكرى يوم استشهاد الإمام الحسين)إلى هؤلاء الذين أرضوا الله ورسوله ليتنسم في جو من عطرهم الروحاني ومن روحانياتهم العطرة ملتمساً المودة في القربى ، وانتهي المطاف بهم إلى بغداد في ربيع الأول من السنة نفسها ، حيث عانق هناك أرواح أولياء الله على اختلاف درجاتهم ، أرواح آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ورأى السيد أحمد تعلق الناس في بغداد بأولياء الله ففرح بذلك كما يفرح الصالحون حينما يرون أسباب الهداية موفورة. ثم توجه إلى الكاظمية لزيارة مقابر الشيعة وعلى رأسهم الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق ، وتنقل السيد في العراق زائراً كل مقامات آل البيت وأولياء الله الصالحين ، ثم لما اطمأن عليه شقيقه الشريف الحسن تركه مع هؤلاء الصالحين متوجهاً إلى مكة المكرمة ، ثم عاد السيد أحمد إلى الحجاز سنة 635 هـ. (يعني بعد عام كامل قضاه مع أولياء الله في بغداد ، حيث حصل هناك عدد من الأحداث التي لا يتسع المجال لذكرها هنا).
وفي مكة المكرمة لزم السيد أحمد البدوي العبادة والخلوة إلى الله تعالى والصيام والقيام ، فلما جاءته المواهب الإلهية حدث عليه حادث الوله فتغيرت أحواله ولازم الصمت فكان لا يتكلم إلا بالإشارة. وبعد عام وبضعة أشهر جاءه الأمر في الرؤيا بالسفر إلى طنطا. وكان الهاتف يأمره “سر إلى طندتا فإنك تقيم بها وتربي رجالاً وأبطالاً”.
وكانت “طندتا” هي “طنطا” التي كانت قبل الفتح الإسلامي قرية صغيرة تُعْرَف باسم “طنثثا” ثم حُرف الاسم إلى “طندتا” ، ثم في عهد الحملة الفرنسية على مصر عُرِفَت باسم “طنط” وكانت تابعة لإقليم المنوفية ، ثم اشتهرت بعد ذلك في عهد محمد علي باشا باسم “طنطا” وصارت عاصمة إقليم الغربية. ويوم جاءها السيد البدوي كان اسمها “طندتا” وكانت قرية صغيرة.
ومن حق السائل أن يسأل: لماذا حدد الهاتف “طنطا” بالذات لكي يرحل إليها السيد أحمد البدوي ، تلك القرية الصغيرة في وسط الدلتا ليتخذها مقاماً ويؤسس فيها دعوته وتبشيره ويربي فيها رجالاً وأبطالاً كما قال له الهاتف الذي جاءه في المنام؟ لماذا لم تكن الأسكندرية ؟ لماذا لم تكن القاهرة؟
ذكرت لك أن السيد أحمد البدوي مولود في المغرب ، وأن المغرب هو الموطن الأول للدعوة الفاطمية ، وحكام مصر في ذاك الوقت كانوا أيوبيين ، فكانوا على خوفٍ دائمٍ من أي تحركات يكون هدفها استرجاع سلطان الفاطميين ، فوجود السيد أحمد بالأسكندرية كان سيضعه موضع ارتياب ورصد من عيون الحكام الأيوبيين في الأسكندرية عندما يبدأ في نشر منهجه في الذكر وتجميع أتباعه ومريديه.
أما القاهرة فهي مركز نفوذ أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ففيها الرأس الشريف للإمام الحسين عليه السلام والسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، التي دخلت مصر عام 61 هـ، وتوفيت في العام التالي فيها، والسيدة نفيسة والسيدتان فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي والسيدة رقية والسيد علي زين العابدين ، وأضرحتهم مزارات تنجذب إليها كل المقيمين بالقاهرة والوافدين إليها. على أية حال ، فقد قال المؤرخون من هم غير أتباع أو مريدين أن السيد أحمد البدوي فعل نفس فعل سابقوه من الأولياء القادمين لمصر أمثال السيد عبد الرحيم القنائي - ساكن قنا بصعيد مصر - والسيد أبو الحسن الشاذلي - ساكن صعيد مصر - والسيد أبو العباس المرسي - ساكن الأسكندرية - فكل هؤلاءالأولياء العظام جاءوا إلى مصر وحرصوا على أن يتخذوا مواقع لأنشطتهم الدينية والروحية بعيداً عن القاهرة التي هي مركز نفوذ أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وصل السيد أحمد البدوي إلى طنطا ، وبمجرد أن نزل عند أحد الصالحين فيها وَطَنَ نفسه على أن يعتلي سطح المنزل ، وأن يستقر حيث لا يحجبه عن السماء ححاب. وبدأ السيد أحمد منذ أول لحظة يربي رجالاً وأبطالاً ، حيث يذكر المؤرخون أن السيد أحمد البدوي قد استطاع خلال شهور قليلة أن يجمع حوله أربعين شيخاً من المريدين والأتباع الذين اختصهم بالقرب منه وسمح لهم بالصعود إلى حيث كان يقيم بالسطوح. وكلف السيد هؤلاء الشيوخ الأربعين بنشر دعوته التبشيرية التي تقوم على الأسس التالية:
  1. التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
  2. التمسك والالتزام بصلاة قيام الليل.
  3. الأخذ بذكر الله ، والوجد ، والصبر ، والزهد ، والتوبة.
  4. الابتعاد عن شهوات الدنيا.
  5. الحث على الشفقة باليتيم.
  6. الالتزام بإكرام الغريب.
  7. الالتزام بستر كل عريان.
  8. عدم الإنكار على المسلمين ، خاصةً الفقراء منهم.(يطلق لفظ الفقراء على الصوفية).
ولم تقف الدعوة عند حدود الديار المصرية ، فقد كان من مريديه الكثير من الأولياء الذين أرسلهم خارج حدود مصر

وممن رباهم السيد أحمد وأرسلهم إلى الشام:
الشيخ علي البعلبكي الذي حمل لواء الدعوة ببعلبك بالشام ، والشيخ عبد الله اليونيني المدفون ببعلبك والذي كان قدوة كبرى في الصلاح والسلوك المستقيم ، والشيخ خليل الشامي ، الذي وجهه السيد إلى الشام وقد وقعت له كرامات كثيرة مع نائب الشام حتى انجذب الأخير وتبعه وترك الإمارة. ومن جامعة السطوح الأحمدية البدوية تخرج أيضاً الشيخ سعد التكروري المدفون بحوران الشام ، وكان السيد قد أرسله داعياً ومبشراً ، وكان صائم الدهر متورعاً لا يأكل من طعام أحد من الولاة وكان لا يضع جنبه على الأرض في صيف ولا شتاء.

وممن رباهم السيد أحمد البدوي ووجههم إلى العراق:
الشيخ عز الدين الموصلي ، الذي كان أصله نائباً في طرابلس ، فهاجر إلى سيدي أحمد البدوي إبان زيارته للعراق فصحبه داعياً ومبشراً ، وكان من أوائل أصحابه ، ومات بالموصل.

وممن رباهم السيد أحمد وأرسلهم إلى اليمن:
الشيخ أحمد بن علوان اليمني بناحية تعز ، كما ربى وأرسل الشيخ عوسج المصري المدفون بزبيد من أرض اليمن.
وممن رباهم السيد أحمد وأرسلهم إلى مكة المكرمة:الشيخ بشير وقبره موجود في باب المعلاة بجوار قبر السيد علي البدوي والد السيد أحمد.

أما الأولياء الذين رباهم السيد أحمد البدوي بمصر وقاموا بدورهم بتربية أولياء فهم كثر وتزدحم بهم كتب السير وكلهم موزعون على البلاد
ونذكر منهم الشيخ نور الدين الشوني رضي الله عنه وأرضاه ، وهو شيخ القطب الرباني الكبير سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه وأرضاه ، وأذكر أنني قرأت لسيدي عبد الوهاب عن سيدي نور الدين الشوني أنه كان أول من أسس مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، وأذكر أيضاً أن سيدي عبد الوهاب لما توفي ابنه نزل لدفنه بجوار شيخه سيدي الشيخ نور الدين الشوني - يقول سيدي عبد الوهاب - أنه وجد جسد سيدي الشيخ نور الدين الشوني مازال ساخناً بالرغم من مرور أكثر من سنتين على وفاته - رضي الله عنهم أجمعين وعنا بهم. وتلاميذ السيد أحمد البدوي على كثرتهم - فهم من كبار أولياء الله ووقع على أيديهم كرامات كثيرة في البلاد التي توجهوا إليها ولهم مقامات تزار في أنحاء البلاد.
ولم تكن جامعة السطح مقصورة على إرشاد المريدين وتوجيه السالكين علمياً وروحياً ثم إرسالهم بعد تخرجهم من الجامعة إلى الأماكن التي يعينها الأستاذ ، فقد كانت هذه الجامعة قاعة مؤتمرات تعقد فيها الندوات العلمية ، وكان يجيء إليها المتحدثون والمجادلون والمُمْتَحِنُون. ذلك أنه لما شاع أمر السيد أحمد البدوي ، قصده الشاكون في أمره ، وقصده المختبرون لحاله ، وقصده المتعالمون ، كما قصده الذين يريدون في إخلاص الوقوف على حاله من العلماء المخلصين ، فقهاء ومحدثين وغيرهم.
اختبار السيد أحمد البدوي:
لما انتشرت الدعوة التبشيرية في مصر كان طبيعياً أن تسترعي انتباه الحاكم ، وأن تصله أخبارها ، وأن ترتفع من حول السيد أحمد البدوي وشخصيته وحقيقته ومقاصده ومراميه العديد من علامات الاستفهام. وبدأت عيون الحكام ترصده وتتابع حلقات دروسه وما يقال فيها ونشاط رجاله وتحركاتهم في نشر دعوته.
وكان حاكم مصر في ذلك الوقت هو الملك “الصالح نجم الدين أيوب” ، فكلف قاضي القضاة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد أن يتقصى الأمر وأن يعرف حقيقة السيد أحمد البدوي ، فطلب قاضي القضاة بدوره من الشيخ الفقيه “عبد العزيز الدريني” أن يذهب إلى طنطا وأن يقابل السيد أحمد البدوي وأن يقوم باختباره لمعرفة حقيقته.
وتوجه الشيخ الفقيه “عبد العزيز الدريني” إلى طنطا وقابل السيد أحمد البدوي ، وأجرى له الامتحان ، في بعض المسائل الفقهية ، فأجابه عنها بأحسن جواب ، فعظم في عينه واعتذر له.
وعاد الشيخ الفقيه “عبد العزيز الدريني” إلى قاضي القضاة يخبره بما جرى بينه وبين السيد أحمد البدوي وقال له: “إنه بحر لا يُدْرَك له قرار”. ولكن قاضي القضاة الشيخ “تقي الدين بن دقيق العيد” أراد أن يستوثق بنفسه ، فسافر إلى طنطا وقابل السيد أحمد البدوي ، فعرف قدره واعتذر له بدوره.
وقد أوردت كتب المناقب والطبقات تفاصيل ما جرى في اللقاء بين السيد أحمد البدوي وقاضي القضاة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد وأجمعوا على رواية رواها أيضاً أبو المواهب سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه ، وهي أن السيد أحمد البدوي قال لقاضي القضاة قبل أن ينصرف: “لا تنس أن تصحح نسخة القرآن الكريم الموجودة في بيتك” ، وحدد له المكان ، وحدد له الصفحة ، وحدد له الخطأ الموجود. ولما عاد قاضي القضاة وتصفح المصحف وتوقف عند الصفحة التي حددها السيد أحمد البدوي ، وجد الخطأ الذي أبلغه به السيد أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه.

(ملحوظة: المنكرون لا يمكن لهم أن يقبلوا كرامات الأولياء ، فإن كنت منهم فلا نأبه ، أما إن لم تك كذلك ، فلا تأبه لكلام المنكرين ، واستذكر كلام ربك تعالى “وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون” - البقرة 88 ، وقوله تعالى “ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم” البقرة 7.) فالحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الذين اصطفى.
ذاع صيت السيد أحمد البدوي بعد حكاية الامتحان الذي أجراه له قاضي القضاة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ الفقيه عبد العزيز الدريني واعترافهما بعلمه وتبحره واعتذارهما له ، واتباعهما له ، وشاعت كرامات السيد أحمد البدوي وتناقلها الأتباع والمريدون ، وانتشرت طريقته انتشاراً واسعاً وعرفت باسم الطريقة الأحمدية ، وبسطت الزعامة الروحية للسيد البدوي نفوذها على ملايين الأتباع والمريدين وعلى نحو لم يشهده من قبل أحد من الأولياء بمصر المحروسة.

وكان للسيد البدوي عدة ألقاب ، منها:
السيد ، الشريف ، الإمام ، القطب ، البدوي ، العطاب ، الفتى ، الملثم ، الغضبان ، الزاهد ، القدسي ، الصامت ، الولي ، ندهة المنضام ، دليل الحيران ، جياب الأسرى ، أبو الفتيان ، السطوحي ، شيخ العرب.
فالسيد لقب يرجع إلى أنه كل من ينتمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنسب كان يلقب به ، والشريف ، من الأشراف الذين هم سلالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء عليها السلام ، والزاهد لأنه عاش حياته كلها زاهداً ولم يترك شيئاً يورث عنه إلا عباءته وقميصه وعمامته ومسبحته ، والعطاب لكثرة ما كان يقع من ضرر لكل من آذاه ، والصامت لإقلاله من الكلام ، فالصوم عن الكلام عبادة لا تقل عن الصوم عن الطعام والشراب ، وأبو الفتيان لأنه جمع في شخصه خصائص الفتوة ، وجياب الأسرى لأنه كان يفك أسر المسلمين وقت الحروب الصليبية التي شهدها عصره ، والملثم لأنه اتخذ اللثام شعاراً ، وكان يلقب أيضاً بصاحب اللثامين لأنه كان يضع على وجهه لثامين وليس لثاماً واحداً ، ويقال أنه كان يتلثم ليستر ما أفاض الله عليه من النور وشدة الهيبة والنظرة.

طريقة السيد كما رسمها في وصاياه وفي سلوكه رضي الله عنه:
تبدأ الطريق بالتوبة الخالصة النصوح ، ويقول السيد أن حقيقة التوبة هي الندم على ما مضى من الذنوب. والإقلاع عن المعصية ، والاستغفار باللسان ، والعزم على ألا يعود إلى المعصية ، والصفاء بالقلب.
يقول السيد: فهذه هي التوبة النصوح التي أمر الله تعالى بها وذكرها في كتابه العزيز ، فقال:”يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً” التحريم - 8

والواقع أن التوبة هي الخطوة الأولى واللبنة الأساسية في طريق كل سالك إلى الله تعالى.
ويأتي بعد التوبة الخالصة النصوح ، بناء الطريقة. يقول السيد أحمد البدوي:
“هذه طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة ، والصدق والصفاء ، وحسن الوفاء وحمل الأذى وحفظ العهود.”
ومن شروط طريق السيد حسن الخلق. يقول السيد: “أحسنكم خلقاً أكثركم إيماننً بالله تعالى ، والخلق السيء يفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل.”
ولابد في الطريق من التزام ذكر الله ، والمحافظة على فروض العبادة ، ومن الإكثار من النوافل.
ومن الوصايا التي يشدد عليها السيد أحمد البدوي صلاة الليل، يقول: “واعلم أن كل ركعة بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار”.
ومن وصاياه الزهد في الدنيا ، يقول: “مخالفة النفس بترك الشهوات الدنيوية ، وأن يترك سبعين باباً من الحلال مخافة أن يقع في الحرام.”
ومن الأخلاق التي يجب على المريد أن يتحلى بها: الإشفاق على اليتيم ، وكسوة العريان ، وإطعام الجائع ، وإكرام الضيف والغريب.
ويقول في وصاياه:”ولا تؤذ من يؤذيك ، واعف عمن ظلمك ، وأحسن لمن أساءك ، وأعط من حرمك.”

وكان للسيد أحمد البدوي قاعدة تابع فيها جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، قاعدة له ولأتباعه يعرفون بها أنفسهم ويعرفهم الناس بها ، فهم “الفقراء”.
يقول السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ، لما سئل عن هذه القاعدة:
للفقراء اثنتا عشر علامة ذكرها جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، لما رأى فقيراً يمشي في سوق البصرة وهو يتبختر في مشيه ، فسأله أمير المؤمنين عليه السلام: “من أنت؟” فقال له:”فقير”. فقال له أمير المؤمنين: “ما علامة الفقر؟” فقال: “منك يؤخذ العلم يا أبا الحسن.” فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: “للفقير اثنتا عشر علامة:”
الأولى:    أن يكون عارفاً بالله تعالى.
الثانية:    أن يكون مراعياً لأوامر الله تعالى.
الثالثة:    أن يكون متمسكاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرابعة:    أن يكون دائماً على طهارة.
الخامسة:    أن يكون راضياً عن الله تعالى في كل حال.
السادسة:    أن يكون موقناً بما عند الله تعالى.
السابعة:    أن يكون آيساً مما في أيدي الناس.
الثامنة:    أن يكون متحملاً للأذى.
التاسعة:    أن يكون مبادراً لأمر الله تعالى.
العاشرة:    أن يكون شفوقاً على الناس.
الحادية عشر:    أن يكون متواضعاً للناس.
الثانية عشر:    أن يعلم أن الشيطان عدو له كما يقول الله تعالى: “إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً” - فاطر - 6 - .
فلما سمع الفقير ذلك من أمير المؤمنين عليه السلام ، نزع مرقعته ، وقال:
“والله لا ألبسها بعد هذا اليوم أبداً”.

هذا هو ملخص منهج السيد أحمد البدوي ، المقتدي فيه بجده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسيد الخلق أجمعين هادي الهداة المهديين سيدنا ومولانا وعظيمنا وشفيعنا وحبيب قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
فهذا هو منهج السيد أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه ، وهو منهج يلتزم التوبة والإيمان القوي والخلق الحسن والاتباع قدر الاستطاعة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعن فكرة إحياء مولد السيد أحمد البدوي ، يذكر بعض المؤرخون أنه في العام الذي توفي فيه السيد أحمد ، حضر إلى طنطا عدد كبير من أتباعه وتلامذته ومريديه ومحبيه لزيارته والتزود من علمه كعادتهم ، فلما وصلوا وعلموا بوفاته مكثوا بالمدينة سبعة أيام ، ولكثرة عددهم وضيق المكان ، نصبوا خياماً خارج المدينة ونحروا الذبائح. وبعد انتهاء الأيام السبعة سافروا على أن يعودوا مجتمعين في نفس الموعد من العام التالي ، ثم صارت عادة سنوية يقام فيها المولد.