يُروى أنّ الشيخ السيد علوي المالكي كان جالسا في حلقته بالحرم المكي، وإلى ناحية أخرى من الحرم يجلس الشيخ عبد الرحمن بن سعدي (صاحب التفسير) وكانت السماء ملبدة بالغيوم، فنزل المطر، وانصبّ الماء من ميزاب الكعبة، فصارالناس يهرعون إلى الماء المنصب من الميزاب ويبلون ثيابهم وأجسادهم تبركا به ..
فارتاع أهل الحسبة وصاروا يقولون لهم : لا يجوز، شرك ، شرك ..
فانفضّ الناس ومالوا إلى حلقة الشيخ السيد علوي وسألوه فأجاز لهم وأباح فعلهم، وحثهم عليه، فهرعوا إلى الميزاب غير عابئين بالمحتسبين، وصاروا يقولون لهم : أفتانا الشيخ علوي...
فذهب رجال الحسبة إلى حلقة الشيخ عبدالرحمن السعدي وشكوا إليه الشيخ السيدعلوياً فما كان من ابن سعدي إلاّ أن أخذ رداءه ونهض وجلس إلى جوار السيد في أدب ، -والناس ينظرون-، فقال ابن سعدي للسيد : أحقٌ يا سيد أنك قلت للناس بأن في هذا الماء بركة؟؟
فقال السيد: بل قلت بركتان!!
فقال ابن سعدي: وكيف ذلك؟
فقال السيد: لأن الله تعالى يقول في كتابه عن المطر: ( ونزلنا من السماء ماءً مباركا)
ويقول عن الكعبة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا)
فهما الآن بركتان: بركة ماء السماء، وبركة هذا البيت العتيق.
فتعجب الشيخ ابن سعدي وقال: سبحان الله كيف غفلنا عن هذا ؟ وشكر السيد واستأذن في الانصراف.
فقال له السيد: مهلاً يا شيخ، أترى هؤلاء البدو إنهم يحسبون أن ما فعله الناس شركا، وهم لا يكفون عن تكفير الناس ورميهم بالشرك في هذا الأمر حتى يروا من هو مثلك يكفهم، فانهض إلى الميزاب وتناول منه أمامهم حتى ينكفوا عن الناس،
فما كان من ابن سعدي إلاّ أن نهض وذهب وصار يحسر عن ثيابه ويتناول من الماء يتبرك به !!!
فانصرف الأجلاف عن الناس.
للدفاع عن التصوف والصوفية بالسودان