والكرامه ثابتة في القرآن : فآصف بن برخيا _صاحب
سُليمان عليه السلام _قال : [أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفُك ] . مع أنه ليس بنبي , وإنما هو ولي له كرامة ! ولا تَقل : كيف ذلك ؟!
لأن هذا من خصائص الأولياء الذين لا نعرف قدرهم وننتقصهم حقوقهم ....
ويجب أن تعلم : ان الولي سواء كان حياً أو ميتاً لا يخلق شيئاَ , وليس في يده شئ , ولكن إذا رضى عنه ربه يقضي له حوائجه , ويجيب له دعواته ....
وفي كل الحالات : الفعال هو الله , ولكنه ربط الأسباب بالمسمببات ...
فعرش((بلقيس))لم يأت بنفسه , ولكن جاءت به الأسباب المكتوبه في الأزل , ولذلك قال (أنا آتيك به ) نسب الفعل إلي نفسه التي هي سبب الإتيان ... (فلما رآه مستقراً قال هذا من فضل ربي ) رجع إلي الحقيقه والأصل...
وحين تُسافر إلي ((طنطا)) وتقول : [السلام عليك يا سيدي أحمد البدوي ... أنا حضرت لزيارتك طالباً من الله الشفاء ...
فإذا شفيت ... فمن الذي شفاك ؟ الله ... لماذا ؟ إكراماً لجاه السيد البدوي _رضي الله عنه _ .
كذلك الأمر : من الذي جاء بالعرش ؟ الله ... لماذا ؟ إكراماً لجاه آصف بن برخيا ...
فلا تنكر كرامه الولى ، لأنها من مولاه ... وهو دائماً يقول : يارب!!
رجل يأكل عدساً ، فإذا قلت له : مدد .. يعني هات لقمتين ... رجل يوزع مالاً ... فإذا قلت له مدد يعني : هات قرشاً ....
رجل يدعو ربه ... فإذا قلت له : مدد ... يعني : هات دعوه صالحه ...
سيدنا الحُسين رضى الله عنه إذا قلت له : مدد... يقول لك : الله يغفر لك ...
ولا يعارض هذا بحديث :{إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله } لأن هذا خاص بالأمور التي لا تطلب إلا من الله ، بدليل أن الله أباح أن يسأل بعض المسلمين بعضاً في قوله _تعالى _{وأما السائل فلا تنهر }
كذلك الأمر في قوله :{وإذا استعنت فاستعن بالله } أي : في الأمور التي لا يطلب العون فيها إلا من الله ...
بدليل أن الله قد أمر المؤمنين بأن يُعين بعضهم بعضاً في الخير فقط ...قال تعالى { وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان }
وها هو ذو القرنين يطلب العون من رعيته كما حكى القرآن : {فأعينوني بقوة } أي : مع كونكم من عباد الله
للدفاع عن التصوف والصوفية بالسودان