التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مسألة المصافحة بعد الصلاة

مسألة المصافحة بعد الصلاة
المصافحة بعد الصلاة أمر مشروع يزيد المحبة بين المسلمين ويوثق أواصر الأخوة فيما بينهم والأدلة على ذلك ما يلي:
1- عن سيدنا يزيد بن الأسود رضي الله عنه : أنه صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم فأخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ( أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك).
وفي رواية عن سيدنا أبي جحيفة رضي الله عنه قال: ثم صلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة تمر من ورائها المرأة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم قال فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي ( أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك )([1]).
2- وقال البراء بن عازب رضي الله عنه : من تمام التحية أن تصافح أخاك([2]).
3- وعن قلدة بن دعامة الدوسي رضي الله عنه قال قلت لأنس : (أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال : نعم ).
4- عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة »([3]).
5- وعن سيدنا البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا»([4]).
فالأحاديث الثلاثة الأخيرة عامة في مشروعية المصافحة وهي تشمل المصافحة بعد الصلاة وفي الأوقات كلها ، والحديثان الأولان يخصصان ويبينان جواز السلام والمصافحة بعد الصلاة خصوصا.
أقوال العلماء في الصافحة بعد الصلاة
1- قال الإمام الطحاوي في حاشيته على مراقي الفلاح: ( تطلب المصافحة فهي سنة عقب الصلاة كلها وعند كل لقي).
2- وقال الشيخ عبدالغني النابلسي عن المصافحة بعد الصلاة : ( إنها داخلة تحت عموم سنة المصافحة مطلقا)([5]).
3- وقال الشيخ الإمام أبو محمد عز الدين بن عبدالسلام رحمه الله : ( أنها من البدع المباحة).
4- وقال الإمام النووي في الأذكار : ( أنها بدعة مباحة).؟
على أن المصافحة بعد الصلاة ودعاء المسلم لأخيه المسلم بأن يتقبل الله منه صلاته بقوله ( تقبل الله ) لا يخفى ما فيهما من خير كبير وزيادة تعارف وتآلف وسبب لربط القلوب وإظهار للوحدة والترابط بين المسلمين.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه البخاري (3360).
([2]) أخرجه البخاري في الأدب (968).
([3]) أخرجه أبو داود (5213) والبخاري في الأدب (967) وقال الحافظ سنده صحيح.
([4]) أخرجه أبو داود (5212).
([5]) شرح الطريقة المحمدية للشيخ النابلسي (2/150).
ـــــــــــــــــ